العراق: المجتمع الدولي يتجاهل التطهير العرقي في الفلوجة
ترتكب الفظائع الطائفية المروعة في محاولة أخيرة ل”تحرير” مدينة الفلوجة التاريخية، 43 ميلا من بغداد. وتعتقل الميليشيات الشيعية التي 
تقودها إيران الذين يشكلون الجزء الرئيسي من القوة القتالية لاستعادة المدينة من داعش بشكل منهجي الرجال والنساء السنة الفارين من المدينة المحاصرة. وكثير منهم يتعرضون للتعذيب والإعدام.
وقال إسترون إستيفنسون، رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق اليوم: “يجب على المجتمع الدولي ايقاف هذه الجريمة الوحشية ضد المدنيين الأبرياء. الميليشيات الشيعية تقودها وتمولها قوة القدس الارهابية الايرانية التي يقودها قاسم سليماني والمصنفة في قوائم المنظمات الارهابية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. سليماني يقود الهجوم على الفلوجة. وأكد وجوده في تصريح مثير للدهشة وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في 7 يونيو عندما قال: “يقدم قاسم سليماني المشورة العسكرية على الأراضي العراقية، وحكومتنا على وعي تام بالأمر”.
“إيران تستغل دورها في الإطاحة بداعش كوسيلة لتنفيذ سياسة الإبادة الجماعية المتمثلة في التطهير العرقي لإبادة أهل السنة في محافظة الأنبار العراقية. يزعمون بأنهم مضطرون لاحتجاز جميع الهاربين من المدينة لأنه قد يكون بعض منهم عناصر داعش. ولكن هذا هو مجرد ذريعة لارتكاب الفظائع الوحشية ضد السنة الأبرياء.
في 7يونيو قال المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الامم المتحدة “وصف شهود عيان كيف تعمل الجماعات المسلحة التي تدعم قوات الأمن العراقية على اعتراض الناس الفارين من النزاع، وتقوم بفصل الرجال والفتيان في سن المراهقة من النساء والأطفال، وتعتقل الذكور ل “التفتيش الأمني”، حيث يؤدي في بعض الحالات إلى الانتهاكات الجسدية وغيرها من أشكال سوء المعاملة، على ما يبدو من أجل انتزاع اعترافات منهم بالقوة. هناك مزاعم حتى أن بعض الأفراد قد تم إعدامهم من قبل هذه الجماعات المسلحة “.
“وحدث نفس الشيء خلال ما يسمى بتحرير الرمادي، وهي مدينة من أكثر من مليون شخص ذي الأغلبية السنية، والتي تم تحويلها الى خراب وركام. بالكاد قد بقي مبنى واحد سليم واختفى السكان الذكور ببساطة. ويتكرر هذا السيناريو في الفلوجة، حيث تم بالفعل اكتشاف مقابر جماعية في بعض القرى السنية المجاورة التي تحتوي على الجثث التي تم حرقها، وطعنها بوحشية.
“وأعادت الأمم المتحدة يوم الأربعاء 8 يونيو تقديراتها لعدد المدنيين المحاصرين في الفلوجة المحاصرة، ورفعت هذا الرقم إلى 90000 من التقدير السابق البالغ 50،000. ويبدو واضحا أن هناك محاولة متعمدة من جانب القوات العراقية لتقديم العدد أقل بالنسبة للسكان المدنيين في الفلوجة، وذلك لإخفاء عدد القتلى الساقطين جراء القصف الوحشي للمناطق السكنية، والمشاركة النشطة لقوة القدس للنظام الإيراني والميليشيات التابعة لها.
“طهران تعزز بلا هوادة قبضتها على العراق. وجعل الفساد وضعف التدريب، الجيش العراقي عديم الفائدة تقريبا، تاركا فراغا، يملؤه النظام الإيراني بسرعة، وتضغط على رئيس الوزراء العراقي لكي يسمح لميليشيات تمولها ايران للسيطرة على العمليات العسكرية. الفوضى السياسية في بغداد، جنبا إلى جنب السياسة الخارجية الأمريكية غير الفعالة وعديمة الاتجاه، قد مهد الطريق للنظام الذي يقوده رجال الدين الفاشيون في ايران لتعزيز قبضته في العراق.
“ان الجمعية الأوروبية لحرية العراق قد حذرت مرارا وتكرارا من مخاطر السماح للميليشيات الشيعية الممولة من إيران بحرية العمل في العراق الا أن تحذيراتنا تم تجاهلها. وقد دفع السنة العراقيون في الأنبار ثمنا باهظا بسبب تهاون المجتمع الدولي. وعندما تحقق طهران أهدافها الطائفية في الفلوجة، ستتجه إلى الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليوني نسمة وهم من السنة. وقد سيطر داعش على الموصل لأكثر من عامين والتطهير العرقي الذي هو في أولويات قائمة النظام الإيراني أمر لافت.
“إلى متى يمكن للمجتمع الدولي أن يظل صامتا في مواجهة هذه الجرائم ضد الإنسانية؟ الميليشيات التي تمولها وتقودها إيران هي الآن مذنبة بارتكاب جرائم كالحرب المروعة مثل مقاتلي داعش الإرهابيين. يجب أن يرفع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرئيس الأمريكي باراك أوباما والممثلة السامية للشؤون الخارجية والأمن للاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني صوتهم الآن ويطالبون بوضع حد لهذه الأعمال الوحشية ووضع حد للتدخل الإيراني في العراق “.
مكتب إسترون إستيفنسون
رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق (EIFA)
بروكسل
إسترون إستيفنسون الذي تقاعد كان عضو البرلمان الاوروبي من 1999 حتى 2014. كما كان من عام 2009 حتى عام 2014 رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الاوروبي وهو حاليا رئيس الجمعية الأوروبية لحرية العراق.
iranarabspring 